شهدت الساحة السياسية الأشهر الماضية أحداثا سياسية مليئة بالعبر والمخاوف والآمال العديدة المرتقبة. حيث اتخذت الأمة الاسلامية قرارات مصيرية علي ضوء السنة القرآنية ، وكيفية التعامل مع الحكام الفاسدين والعملاء ، وإلقائهم في مزبلة التاريخ . ومما يلفت النظر في هذه الأثناء،تهديد مصالح وأطماع البعض،وهذا يعد من العبر أيضاً. لقد عجزت الأسلحة والترسانة السعودية والتزوير الأمريكي عن إيجاد أي خلل أو فراغ في صمود وإرادة الشعب القوي والأبيّ،وصد هؤلاء من الوصول إلي أطماعهم وتحقيق أهدافهم . وقد حاول بعض العلماء و وسائل الإعلام المتعصب القيام بالدور الإزدواجي ، كدعم شعب في بلد ما ومواكبته من جهة،و دعم حكامه والوقوف إلي جانبهم ومساندتهم من جهة أخري. وهدفهم من هذا كله ،هو: إيجاد النعرات الطائفية والفتنة المذهبية!. ومن الأحداث المرة والأليمة التي عصفت بالبلدان الاسلامية في الاشهر القليلة الماضية ، هو مارافق الشأن السياسي السوري تحديداً،وأما حال وسائل الإعلام السوري، فقد كان مرّاً وأليماً للغاية . لقد قامت الحكومة السورية بقتل مجموعة من المعارضين والمناهضين لها من جهة،وقيام  وسائل الإعلام العربية تزامناً مع وسائل الإعلام الغربية بتزوير وتكبير حجم الأحداث في هذا البلد ، للإضرار بسوريا،وتعقيد الأوضاع الراهنة في المنطقة من جهة أخري. و ينبغي الاشارة هنا إلي عدة ملاحظات ، وهي كما يلي:  -         الظلم من أين صدر، وممن صدر فهو قبيح ، وسبب لإضعاف أسس ودعائم الحكومة. لقد كان من الأصلح أن يتصدي ساسة الحكومة السورية لمثيري الفتن والشغب وعوامل الظلم في هذا البلد بدراية وحكمة ،وعدم السماح لأعدائهم بإثارة الفتن والفوضي أكثر من ذلك.  -         من الضروري هنا معرفة المحبوبية التي يتمتع بها الرئيس بشار الأسد بين شعبه، ومواقفه الثورية والقوية في تحدي ومواجهة آمريكا و اسرائيل ،علي الصعيد الإقليمي والدولي والعالمي ، وأيضاً علي الصعيد الداخلي ، وضرورة القيام باصلاحات وتغييرات اقتصادية في البلاد. فغالبية الشعب السوري هم من أهل السنة والجماعة. لقد كانت هناك رغبة لحكومة بشار الأسد بإجراء تعديلات وتغييرات منذ تصديه للحكم واستلام المسئولية،إلا أنها توقفت لظروف معينة، وهاهي تتابع وتستمر مرة أخري بإجراء تلك التعديلات، حيث دعي الحزب الحاكم الي التقارب مع الشعب أكثر فأكثر،والوقوف أمام جرائم من أراد سوءاً بالبلاد ، وتحدي غطرستهم.  -          لقد آن الأوان بأن تسأل الشعوب الاسلامية نفسها: لماذا تتخذ منظمة الأمم المتحدة مثل هذه المواقف تجاه أحداث سوريا ؟ ولماذا تطرح اليوم نغمة شنّ الهجوم علي سوريا من قبل الغرب لزعزعة أمنها؟ فهل أن الخالة أرحم من الأم الرؤوف بولدها؟ أم أنها تحاول تحقيق أهدافها ومطامعها التوسعية والاستعمارية في المنطقة ؟ إن غض الطرف عن الأطماع التوسعية والخطط المرسومة تجاه سوريا،يعدّ تقصيراً سافراً لا يمكن التغاضي عنه أو التنازل .  وإن استمر ذلك ، فسيلقي بأعبائه وتبعاته الوخيمة علي العالم الاسلامي،وعلي قيم ومبادئ فلسطين تحديداً.  -          هل يمكن إنكار دور ومواقف سوريا التي لا نظير لها في دعم خط المقاومة، والدفاع عن قيم ومبادئ فلسطين؟!. إن هناك تحديات كبيرة يقوم بها أعداء خط المقاومة ضد سوريا اليوم ، لكونها تقف وجهاً بوجه أمام تلك التحديات، لكن علي الجميع أن يعلموا أن استبدال بشار الأسد،لايعني شيئاً سوي تواجد عوامل و أذناب أمريكا وإسرائيل ، والمتشديين من رجال الدين المتعصبين ،في احتواء المنطقة . إن علي الجميع مسئولية التذكير بالأخطاء،للابتعاد عن الحالة الانتقائية للصمت ، وكسر حاجز التخوف من مؤامرة الاعداء، لإبعاد هذا الخطر المهم عن المقاومة الاسلامية.  -          لقد شن المعارضون والمناوئون للنظام حربهم المسلحة ضد قلاع وحصون الثورة في بعض مدن سوريا منذ قيام هذه التحركات،فكان هذا مؤشراً خطيراً  لماهية تلك الأحزاب ، والدعم الأمريكي والأوربي و الإسرائيلي  والسعودي المتواصل واللامحدود لها بشكل سافر وصريح . ومقتل عشرات العسكريين السوريين دليل واضح لإثبات هذه الحقيقة.   -          إن طريق خروج سوريا من هذه الأزمة،لن يكون إلا من خلال  الاصلاحات والتغييرات في مرافق الحكومة فقط،والبدأ بذلك بجدية  ليشمل كافة القطاعات الخدمية ، وتحقيق العدالة الاسلامية، والاعتماد علي ثقة الشعب وقدراته،وإجراء حوارات مع معارضي الحكومة،ورعاية حقوقهم ، والاهتمام بالأقليات الدينية المتواجدة علي الساحة السورية،والصمود أمام الضغوط الخارجية،ومواجهتها . إن التنديد بحركة المعارضين التي حصلت في بعض المحافظات ممن رفعوا السلاح بوجه الحكومة،وبنوع الاعتراضات التي جرّت إلي العنف المسلح ، ودعم الغرب لها مواجهة الاسلام؛الذي كان ولا يزال مستمراً ، لا يعني عدم الأخذ بنظر الاعتبار تلك الإشكالات العديدة في النظام السوري ، والحزب الحاكم ، ولا يعني أيضاً دفع كافة المخالفين والمناهضين للنظام الحاكم في الصف الامريكي والاسرائيلي !كما تتحدث بذلك بعض وكالات الأنباء. لقد نزل كثير من المخاللفين والمناوئين للحكم السوري إلي الشوارع في حالة اعتصام ضد الحكومة،بنوايا صحيحة وسليمة،بل بنوايا مخالفة لأمريكا وإسرائيل أيضاً، بنفس الحدة والحماس في معارضة حكومة بشار الأسد. لكن النوايا الصحيحة والسليمة لا تكفي،بل علي المناهضين والمناوئين للحكومة كظم الغيظ،والاخذ بنظر الاعتبار الظروف الحساسة والمهمة التي تعصف بالمنطقة،واستخذام أساليب سلمية في مطالباتها المشروعة،مع الأخذ بنظر الاعتبار هذا السؤال،وهو: لماذا اصطف الغرب وعلي رأسهم أمريكا وإسرائيل متحمساً إلي صفوفهم للدفاع عنهم؟! ومن هذا المنطلق ، يعرب الاتحاد العالمي للأمة الواحدة في الختام عن قلقه الشديد حول بيان هذه الحقائق أمام سيطرة وسائل الاعلام الموجودة في تحديها لسوريا،نقول: إن هذه  آفة لا تليق بالرجال الأحرار في العالم،ولكن لا ينبغي التغاضي عن الخطط  والمحاولات الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة،حتي لا يؤدي ذلك  إلي ظلم أكبر بحق الشعب السوري. والسلام علي من اتبع الهدي الاتحاد العالمي للامة الواحدة