لقد وردتنا أنباء مطلعة وببالغ الأسي قبل أيام خبر مقتل «ويتوريو آريگوني»الناشط الايطالي في القضية الفلسطينية ، الذي عمل متطوعاً لفترة في قطاع غزة ، وتعتبر هذه الحادثة الأليمة وصمة عار أخري علي جبين المجريات السلفية المتشددة،التي لا تستند لأيّ مبررفي جرائمها الوحشية واللاإسلامية. ويبدو من خلال تحركاتها و أنشطتها هذه عبر تطبيق مشروع اللوبي الاسرائيلي والأمريكي القاضي بإضعاف الأوربيين الذين يقومون حالياً بالتحضير لحركة دعم وإغاثة للمنكوبين في غزة، عبر إرسال قافلة بحرية كبري من المساعدات لكسر الحصار المفروض عليها ، والتي ستنطلق في شهر جمادي الاول المصادف 31من شهر«مي»القادم .     ولكن أيها الاخوة والأخوات ليس «وويتوريو»هو أول شهيد قتل علي أيدي الغدر والمؤامرة التي تحاك بدهاء من قبل المخابرات الاسرائيلية ، وتنفذ علي أيدي الحمقي من المتعصبين ، فهي لم ولن تكون الأخيرة أيضاً من نوعها!.   ولو أنصتنا قليلاً إلي الأخبار، وعدنا إلي الوراء ، فقد سمعنا بين اللحين والآخر دويّ وأصوات انفجارات مهيبة ناتجة عن تنفيذ مخططات إرهابية وانتحارية أدت إلي استشهاد عشرات المسلمين من الشيعة تحديداً في بلدان إسلامية كالباكستان والعراق وفي إيران أيضاً،وقد تعالت فيها صرخات بكاء وعويل الثكالي الأبرياء علي ذويهم ، فأفقدتنا الصبر علي ما حصل جراء ذلك. وتعبر هذه الحركة اللاإسلامية عن نموذج وأسلوب واضح لأحد حالات الانحراف والبدعة والغلو في الاسلام ، والتي لم تسبقها حالة إسلامية من قبل في تاريخنا الاسلامي .  ولاتقوم ممارساتهم هذه علي أسس ودعائم قرآنية وسيرة نبوية ، ولا علي منهج الصحابة ومدرسة أهل البيت «ع» .    ويبدو أنها تنفّذ مقابل دعم وأجور مالية ، ومنح من قبل بعض الدول العربية ، ودعم امريكي لهذه الاحداث من وراء الكواليس ، لتطبيق مشروعها وأهدافها الاستراتيجية ومصالحها السياسية ، وهي حالياً في نمو وتطور علمي واقتصادي، محاولة استبداله بمنهج ونموذج اقتداء للمسلمين! لبث لفرقة بينهم ، والتي تعد أحد أهم المحاولات التي تستخدم من قبلهم  للسرقة والاحتيال ، عن طريق عملائها من الحكام وأجندتها الخارجية ، لتشويه سمعة الاسلام الأصيل وصورته الجميلة والمنطقية في العالم ، وهي كما ذكرنا تعد من أهم الاهداف الاستراتيجية الخطيرة التي ينفذها الصهاينة من خلال عملائهم من الوهابيين الأغبياء.   وفي هذا اليوم تحديداً ، واستمراراً للأحداث الأخيرة الجارية في المنطقة، فقد اتضح أن الثقافة والسياسة الأمريكية لاتقوم إلا علي القوة ، وهو دليل علي ضعف الماكنة الأمريكية وانهيارها في المنطقة .    إن من أكبر الجرائم التي ارتكبها طواغيت العرب في نظر شعوب هذه البلدان هو عمالة هؤلاء لأمريكا ، وذلك من خلال عقد صفقات الصداقة والمودة التي كانت ولاتزال تعقد مع إسرائيل.   ألم يحن الوقت لعلماء البلاد الاسلامية ، وأساتذة الجامعات،و مفكري العالم والشيعة وأرباب المذاهب الأخري أن يدركوا خطورة الفكرالتكفيري ، الذين يعدّهم بعض مجريات أهل السنة كفاراً أيضاً. إن عليهم تضميد بلسم هذه الجراح ، و القيام ببعض التحركات لإزالة هذه الغدة السرطانية ، ومواجهة دعم بعض الدول العربية لتلك الأحداث.  فلماذا تهدم دور العبادة و الأماكن المقدسة علي يد المتشددين في مصر وسائر البلدان،دون اعتراض منهم علي ذلك ؟! ولماذا لا يكفّرهم مفتي سوريا وسائرالعلماء المناهضين لمظاهر الفرقة والتشتت؟! ولماذا يستحلون إراقة دماء الشعب البحريني المظلوم وسائر البلدان ؟! ويطبق أحرار العالم علي اختيار الصمت أمام كل تلك الجرائم؟! ألم يحن الوقت أن نسأل أنفسنا:ألا ندفع اليوم ضريبة السكوت والصمت في الماضي؟!