بسم الله الرحمن الرحيم 1) أكد القرآن الكريم علي مفهوم«إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة» ،ولا يراد بمفهوم «الامة الواحدة»الوحدة الجغرافية، كما يؤكد عليه المستعمرون في عصرنا الحاضر ، وإضفاء أهمية كبري علي توسيع نطاق الحدود الجغرافية المصطنعة ، وإعطائها صبغة عالمية ،وهي مؤامرة شيطانية ، كشف عنها كبار المصلحين والعلماء المسلمين ، ودعوا الشعوب المضطهدة بالوقوف ضدها ، وفضح كافة مؤامراتها. ويتضح من خطاب الله كافة الموحدين بكل عزيمة وثبات بقوله عزوجل«قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء» ، و دعوتهم الي التعايش السلمي ، أن سيرة المسلمين تعتمد مبدأ «تعاونوا علي البر و التقوي». أفلا يمكن العثور علي مصاديق هذا البرّ لدعم الشعوب والأمم الاسلامية ؟ وهل أن التحقق العيني «للأمة الواحدة»لاينضج إلا من خلال حركة البشرية المنسجم والمنظم  نحو الإله الحقّ و مواجهة الطاغوت‌؟ 2)يعيش عالمنا الإسلامي اليوم المحن والمصائب و الويلات ومعاناة الأمرين ، وخاصة ما يجري في فلسطين من ويلات وآلام تذكرهم بقوله سبحانه و تعالي«و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم» . إن  تصاعد شدة الخلافات العملية إلي جانب الخلافات الفكرية والأهواء النفسانية، سيؤدي إلي زوال كل شيء ، وإلي الفشل والضعف ، والذلة والهوان والمسكنة. ألا يظهر الدفاع عن المظلوم في موارد التنازع و الاختلاف بصبغة أقل في الخارج من أجل حمايتهم ؟ 3) إن الوحدة بمعني رفع الشبهات و الموانع الفكرية للقيام بأدوار وأنشطة مشتركة لا يعني تغييرا لمذهب وعقائد جهة معينة ، أو التنافس المذهبي اللا أخلاقي و التصرفات الصبيانية. وعلي الأمة الإسلامية متابعة مشروع تحقق «الوحدة العملية» لإضفاء صبغة الوحدة العينية .  لقد مضت سنوات عديدة علي إقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية ، أثمر عن بركات عظيمة و فوائد تعود علي الأمة الاسلامية برمتها ، وقد استضافته العاصمة الايرانية طهران في كل تلك الأعوام ، ولكن وعلي رغم كافة التحضيرات لعقد هذا المؤتمر الداعي إلي تحقيق الوحدة الاسلامية بين كافة المذاهب والفرق الاسلامية ووحدة الكلمة في صفوف المسلمين ، فلا زالت فرص تفعيل هذه الانجازات وما حققته في قضايا العالم الاسلامي المعاصرة قليلة جداً، ولم تصل إلي المستوي المطلوب. 4)تعد الشرائح الشابة المولد والمحرك الأساسي لكافة الأحداث في المجتمعات العالمية ، والعامل الأصلي في ظهور التحولات الاجتماعية والسياسية والفكرية . ولعل أحد أهم أسباب المسألة المذكورة هو فصل الشرائح الشابة القادرة علي التغيير وخلق الفرص المؤثرة والمفيدة في المجتمعات لتحقيق «الوحدة العملية»، وإجراء التغيير عليها في المجتمعات . إن العديد من الجماعات الناشطة والفاعلة القادرة علي التغيير في البلدان الاسلامية وتفعيل الحوارات البناءة والداعية إلي خلق وإيجاد لقاءات مشتركة ، بإمكانها أيضاً مضاعفة الجهود في لملمة الجسد الإسلامي ، ومواكبة المسيرة ، وخلق قوي مضاعفة يمكن من خلالها توجيه الضربة النهائية القاضية لأعداء الاسلام و الانسانية و البشرية ، وهذا هو الانجاز الوحيد الذي يمكن أن تصنعه الشعوب ، لإيجاد حالات الرعب والقلق في صفوف أعداء الاسلام . 5) القضايا و الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية و العالم الإسلامي وخاصة حركة الشباب المناضل والقوي في مصر و تونس زلزلت عروش الحكام أكثر من كل شيء، وقوضت أنظمتهم الرجعية المتخلفة ، وخلقت لها قاعدة جماهيرية واسعة النطاق عبر هذه الانطلاقة ،وقد أثبتت للعالم برمته خواء الانظمة الحاكمة التي تدافع عنها الحكومات والانظمة الاستكبارية العالمية واللوبي الصهيوني،  وأن الشعوب إذا ما أرادت يوماً الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، فهي قادرة علي صنع النصر ، والإطاحة بالأنظمة الزائفة و الخاوية ، وليس أمامها في هذه المسيرة سوي طريق نصر دين الله ورسوله«ص»،  وقد قال الله عزوجل طمأنة لهذه القلوب «ان العزة لله و لرسوله و للمؤمنين»، فعليها الصمود أمام أذناب الاستعمار. إن مطالبة الشعوب اليوم بضرورة تطبيق حكام ورؤساء البلدان الاسلامية لشريعة الله و سنة نبيه­«ص» ، و تحقيق العزة ورفعة الاسلام و مواجهة التحديات والهجمة الاستكبارية الشرسة للعالم الغربي علي الاسلام ، هي من جملة القضايا التي شغلت اهتمام العلماء و المناضلين والشرائح الشابة الفتية في العالم الاسلامي ، وهي قادرة علي صنع «الوحدة العملية». 6)إن من أكبر موانع تبديل «التعامل الفكري الموحد»الي «تعاون وتنسيق»هو حضور الاقليات الإفراطية المتشددة التي تدعم حركة المساومة بأيادي الاستعمار الخفية التي تعمل بفطنة لتضييق الساحة علي الاكثرية المعتدلة ،وتضييع فرصها الكثيرة ، وتقف سداً منيعاً في مواجهة الجماهير الغاضبة الداعية إلي التغيير . وتحاول بعض الفرق الشيعية المتشددة وبعض الجماعات السنّية الافراطية المتشددة وثلة من  التكفيريين - شاءوا أم أبوا - بسوق حافات المياه الي شطوط وأنهار الأعداء ، وسك النقود لبلبلة الوضع الأمني في البلدان الاسلامية ، وزرع الفوضي بين المسلمين لاختراقهم . هؤلاء الذين نبذوا التعاليم القرآنية السمحة ، والسيرة النبوية الشريفة ، وسيرة الخلفاء الراشدين و الائمة الطاهرين«ع» ، و نهج علماء و عقلاء هذه الأمة ، وابتدعوا لانفسهم أساليب مظللة من أنفسهم ‌لطمس وتشويه الحقائق. ألم يصل عصر نبذ الخلافات وإعلان الجماعات الاسلامية البراءة من هذه الدعوات الافراطية المتشددة ،إلي رفع شعارات العمل بجد واصرار سنة وشيعة لمواجهة التحديات السافرة من قبل تلك العناصر الملحدة والبغيضة؟ 7) يعلن التجمع العالمي المستقل للأمة الواحدة باعتباره يمثل كافة الشرائح الثورية الشابة المؤمنة و المتطلعة إلي الحرية ، والذي لا يلقي دعماً من الحكومة ، عن متابعة العمل الثوري، لسدّ الفراغات الموجودة بين صفوف القوي الشابة والطموحة ،من أجل تحقيق الوحدة العملية.  ويدعو أيضاً إلي احتضان كافة القوي الثورية و الشرائح الواعية لتقديم الدعم والاسناد لكافة حركات التحرر المناهضة للحكام الرجعيين ، ومؤازرة القضايا الاسلامية الراهنة في العالم لفضح مؤامرات الأعداء . أملا في انتصار الاسلام علي الكفر العالمي المجمع العالمي للأمة الواحدة