شهد "مركز معروف سعد الثقافي " استقبالاً حافلاً للمتطوعين في قافلة " آسيا-1" لكسر الحصار عن غزة. فمنذ الصباح توافد الى المركز ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، واللقاء الوطني الديمقراطي، والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وممثلي الهيئات النسائية والنقابية والشعبية والطلابية والتربوية والثقافية والفاعليات الاجتماعية. وفي تمام الساعة التاسعة وصلت الحافلة التي تقل المتطوعين، وكان في استقبالهم رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد يحيط به سائر المستقبلين. وفي قاعة المركز كان لسعد كلمة رحب فيها بالمتضامين مع غزة باسم صيدا مدينة المقاومة وعاصمة الجنوب الذي تحررت معظم أراضيه من الاحتلال الصهيوني بفضل المقاومة التي كان لصيدا دور أساسي فيها منذ انطلاقها. وهي المدينة التي تضم أكبر تجمع للإخوة الفلسطينيين الذين كانت اسرائيل قد شردتهم من أرضهم وديارهم سنة 1948 ونحن واياهم مستمرون في الكفاح من أجل حقهم في العودة الى فلسطين وبناء دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وندد سعد بالهجمة الأميركية الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية، وبتواطؤ ما يسمى بقوى "الاعتدال" والأنظمة العربية الرجعية مع هذه الهجمة. وأبدى في المقابل ثقته بقدرة المقاومة على دحر هذه الهجمة مشيداً بانتصار المقاومة في لبنان على العدوان الصهيوني سنة 2006، وفي غزة سنة 2008، وانتصار المقاومة في العراق على الاحتلال الأميركي وإجبارها الحكومة الأميركية على اتخاذ القرار بالانسحاب منه. واستدرك سعد بالقول إن الهجمة الأميركية الصهيونية على لبنان تتجدد تحت ستار المحكمة الدولية التي تستهدف النيل من المقاومة من خلال افتعال فتنة داخلية. وأكد سعد أن خيار المقاومة في فلسطين هو الخيار الوحيد الذي يفتح الطريق أمام تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية واستعادة الوطن السليب، مشدداً على أهمية بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية. وفي ختام كلمته أثنى سعد على مبادرة المتضامنين مع غزة وفلسطين في قافلة " آسيا-1"، مشيداً بالمهمة التي نذروا أنفسهم للقيام بها وبعزمهم على كسر الحصار عن غزة الصامدة. وكان لقائد حملة " آسيا -1" الناشط الهندي "فيروز ميثي بوروالا" كلمة أكد فيها أن لبنان هو عبرة ورمز لكل حركات التحرر في العالم. معتبراً أن هناك محاولات عديدة من قوى خارجية تحاول أن تخلق شرخاً بين المقاومة وأطياف أخرى من المجتمع اللبناني عبر المحكمة الدولية. وأشار فيروز الى أنه من المثير للسخرية أن المحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الرئيس الحريري هي ممولة من قبل الولايات المتحدة الأميركية. ولفت فيروز الى مرحلة حرب تموز قائلاً: إنه بعد 33 يوماً من الحرب خسرت اسرائيل الحرب وانتصرت المقاومة بفضل وحدة الشعب اللبناني من كافة أطيافه،وهذا ما يميز لبنان ويعطي الأمل في النصر الكبير في المستقبل. واعتبر فيروز أن انتصار عام 2006 لم يكن نقطة تحول في البلدان العربية وحسب، بل نقطة تحول في العالم أجمع، وأن حرب تموز برهنت على أن عصر القوة الاسرائيلية انتهى دون رجعة. و أكد على أهمية المقاومة حتى لمن يقوم بالتفاوض معتبراً أنه بدون مقاومة لا نستطيع التفاوض لأن المقاومة هي التي تحقق الانجازات. واعتبر فيروز أن قوى المقاومة في المنطقة من ايران وسوريا ولبنان وفلسطين ستغير وجه المنطقة ووجه العالم، وأن فلسطين هي نقطة مهمة جداً لشعوب آسيا، وبخاصة أن هذه الشعوب بدأت تعي وتصحو، ونحن نرى أن آسيا في المستقبل ستكون هي القوة العظمى في العالم، لذلك "حملة آسيا" لديها أربعة أهداف: أولاً: تحريركامل فلسطين و عاصمتهاالقدس ثانياً: انهاء حصار غزة ثالثاً: الدعوة الى مقاطعة العنصرية الصهيونية في العالم رابعا: الدعوة الى آسيا موحدة و قوية. وأشار فيروز الى نقطتي تحول وهما، أولاً: إن غزة ليست هي المحاصرة، بل اسرائيل هي التي تحاصر يوماً بعد يوم. ونحن أحرار العالم نحاصر اسرائيل، لذلك شعارنا: هو لا لحصار غزة. والتطور الثاني هو دعم الانتفاضة الفلسطينية حول العالم وانشاء الله هذا سينهي الاحتلال ويذل اميركا حول العالم. ونحن نعتقد أن تزايد الاستيطان في غزة وفي القدس سيولد انتفاضة ثالثة، ستكون الأخيرة لأنها ستحرر فلسطين. وأخيراً تمنى فيروز باسم آسيا عيد ميلاد مجيد للأخوة المسيحين في لبنان والوطن العربي. وأعتبر أنه من واجبنا أن نحمي كنيسة القيامة وكنيسة المهد كما نحمي المسجد الأقصى ، وعلينا أن نحمي كافة الديانات من الصهيونية الاسرائيلية. وأكد على الثقة التامة بأن شعوب هذه المنطقة، مع شعوب آسيا و ملايين من الناس، سيزحفون الى فلسطين وعاصمتها القدس. وبعد حفل الاستقبال صرح المطران الياس حداد قائلاً: ونحن على أبواب عيد الميلاد المجيد، نحمل هذا الفريق بصلواتنا في كل احتفالاتنا ونحمّلهم سلامات وتحيات ومعايدات لاخوتنا هناك في غزة وفلسطين، بخاصة أن أمنياتنا بأن يفك الحصار عنهم وعن كل البؤساء والمعذبين والمهمشين في تلك البلاد. إن موقفنا دائماً هو مع أبناء غزة ومع الشعب الفلسطيني.هذه القضية محورية في العالم المشرقي والعالم أجمع، ويجب أن تكون هذه المناسبة- مناسبة زيارة آسيويين الى غزة- مناسبة لايقاظ الضمير العالمي ليضغط على اسرائيل لتفك الحصار، ويعيش كل مواطن ضمن كرامته، وضمن شرعة حقوق الانسان التي تنفي هذه التصرفات الاسرائيلية. وبدوره الشيخ محمد موعد مسؤول العلاقات السياسية في مجلس علماء فلسطين صرح بالقول: باسمي، وباسم الشعب الفسطيني بكل أطيافه، وباسم مجلس علماء فلسطين في لبنان وفي العالم والشتات، نرحب بقافلة آسيا لرفع الحصار عن غزة هاشم. ونعتبر أن هذا العمل هو امتداد لعمل المقاومة في كل انحاء العالم. وهذا يؤكد أن فلسطين اليوم أصبحت في قلوب كل الشرفاء والمقاومين الذين يريدون أن يحرروا فلسطين، ونحن من خلال هذه القوافل، ومن خلال المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان ،ومن خلال المقاومة الاسلامية في غزة وفلسطين، ومن خلال كل الشرفاء والمقاومين، نعتبر أن فلسطين ستتحرر من بحرها الى نهرها واننا عائدون. وفي نهاية الحفل تبادل رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد وقائد الحملة "فيروز ميثي بوروالا" السترات تدليلاً على الأخوة النضالية والكفاحية والتضامن في مواجهة العدو الصهيوني.