حمولة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

"محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار رحماء بينهم"

 

شهدت الاجواء الاعلامية في البلاد خلال الاسبوع الفائت نشر موضوعات ومقالات ضد حركة المقاومة الاسلامية(حماس) في فلسطين بحجة الانباء التي تحدثت عن رحلة محتملة الى طهران يقوم بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة . من البديهي  ان توجيه الانتقاد الى سياسات هذه الحركة مع القاء نظرة على الظروف التي تمر بها المنطقة هو أمر مطلوب بحد ذاته، لكن ما ادى بالاتحاد العالمي للامة الواحدة الى وجوب ردة فعل تجاه ما نشر في وسائل الإعلام، هو الاتهامات الفاقدة للاسس والركيزة التي أطلقت ضد هذه الحركة في الوسائل الاعلامية  في البلاد،  والتي سوف لا يستفيد منها سوى الكيان المحتل للقدس والشيعة المعارضين للوحدة الذين هم مخالفون لأي  حركة اسلامية سنية  وبحسب رأيهم  ان السني الجيد هو السني الليبرالي .

على رأس هذه الاتهامات, تعاون حماس مع الجماعات المعارضة للحكومة السورية على اثر خروج المكتب السياسي للحركة من دمشق. وقد تم تكذيب التهمة مرات ومرات من قبل قادة هذه الحركة، ومن ناحية أخرى لم يتم تقديم اي وثيقة ومستند يثبت هذه التهمة . حركة حماس بالطبع لا تخفي عدم رضاها على ما يقوم به النظام الحاكم في سوريه ولهذا السبب ايضاً نقلت مكتبها السياسي من دمشق  لكن أكدت على برأتها من اي نوع من التدخل في شؤون سوريه .

للأسف نشهد ان البعض يحمل هذا التفكير الخاطئ وهو "أن جميع معارضي النظام السوري هم ضد محور المقاومة" غير مستعد حتى لقبول الخلاف في الرأي بالنسبة للقضية السورية، ويجعلون ثمرة عدة عقود من الجهود المستمرة على الساحة الدولية ضحية لهكذا نظرة ضيقة، بينما ان هذا التصور خطأ من الاساس مثلما ان تصور " ان جميع مخالفي المعارضة في سورية , هم من المدافعين عن نظام البعث الحاكم في سورية" يعتبر ايضا تصوراً باطلاً. على هذا الاساس بالرغم من ان موقف حركة المقاومة الاسلامية حماس مختلف عن موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية حول موضوع سورية  وهو قابل للنقد من قبلنا، لكن يجب ان لا ننسى ان حركة حماس هي اكثر التيارات أصالة  وتاثيراً والتي تؤمن بالمقاومة بين الفلسطينيين، والتي لحد الان لم تلقي سلاحها أرضاً وصامدة في وجه المشروع الاستعماري " الدولتين" و"البلدين ".

حماس هي نفسها التي وجهت الشكر بشكل رسمي للجمهورية الاسلامية بعد حرب 8 ايام على غزة  والتي حدثت في غمرة عدم الاستقرار في سورية والاصطفاف العربي ضد ايران في الاجواء العربية ورفعت لوحات : "شكراً لايران" للمرة الاولى في كافة انحاء قطاع غزة.

حماس هي نفس الحركة  التي لم تتحدث في ذكرى تأسيسها عن اعتراف رسمي بأسرائيل ومفاوضات السلام المذلة فحسب، بل أكدت مرة أخرى على تحرير كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما القدس الشريف عبر المقاومة.

أضافة الى هذا، كيف يمكن اغلاق أذننا على كل هذه التأكيدات المتكررة لقائد الثورة حول "الصحوة الاسلامية" وانبعاث بوادر الحضارة الاسلامية الكبيرة من رحم هذه الاحداث،  وننسى كل الاهداف الطويلة الامد والتي لا تتحقق الا عبر الصمود والوحدة مع التيارات الاسلامية في الامة الاسلامية، ونعتبرمن تكونت ركيزة افكاره من النظريات الاشتراكية والقومية بمثابة اصدقاء لنا، فقط بحجة ان موقفهم هو مشابه لموقفنا تجاه القضية السورية؟ ان طرد التيارات الاسلامية والمؤمنة بالمقاومة المسلحة امام العدو الصهيوني واستبدالها ب " الناصريين" و "القوميين العرب" و "الاشتراكيين" هو خطأ استراتيجي وسوف يجلب على المدى البعيد خسارة لا تعوض على سمعة الجمهورية الاسلامية الايرانية بين شعوب الامة الاسلامية.

من دون شك ان الشعب الايراني المظلوم والمقاوم سوف يقف دائماً الى جانب  الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته، لكن الاتحاد العالمي للامة الاسلامية مع توجيه التحذير الجاد تجاه ايجاد خلل وتفرقة في صفوف المقاومة، عبر ما يشيعه عدد قليل من وسائل الاعلام، يغتنم هذه الفرصة مجدداً ويدعو اصحاب الوسائل الاعلامية الى عدم نسيان القضية الاولى والرئيسية في العالم الاسلامي الا وهي  فلسطين  في غمرة الاحداث في المنطقة. لعله يكون هذا الجيل شاهد على تحرير القدس الشريف من براثن العدو الصهيوني حيث: انهم يرونه بعيدا و نراه قريباً ان شاء لله.

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الاتحاد العالمي للامة الاسلامية

 

 

 




المستعمل تعليقات