حمولة ...

 

وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتفاضات الشعوب المطالبة بالعدالة ضدالأنظمة الاستبداديةفيالمنطقة على مدىالعامين الماضيين، وضد الأنظمة العميلة المهيمنة على العالم،هي بداية عمليةتحقق إرادة يقظة الشعوب والصحوة الإسلامية لتعيين مصيرها بنفسها.

الإرادة التي قلبت قبل كل شيء موازين القوي والنظام السياسيالمفروض علىالمنطقة بعدالحرب العالمية الثانيةفي الغرب،والتي دقّت أجراس الخطر الذي بات ينذر بخسارة وفقدان استراتيجية غرب آسيا وشمال أفريقيا لأنظمة التسلط والهيمنة بقيادة أمريكا، وبدأ السيناريو العكسي لتسخير موجة صحوة الشعوب الإسلامية ،ومنع الأفكار الفعلية للإسلام السياسي في العالم الإسلامي من الانتشار، واعتباره التهديد الأكثر خطرا على المصالح البعيدة الأمد للاستكبار العالمي والصهيونية العالمية .

وهذا السيناريو مماثلللثوراتالمخملية،بتنفيذمن أجهزة الاستخبارات الغربيةوالنظام العسكري وأتباع النظام السابق المدبّر خلف الكواليس،الذي بات ينشر الشقاق في صفوف الثوار،وتشنّ وسائل الإعلام هجومها ضد الإسلام، والتدخل المباشر والسافر لرؤساء الأنظمة الاستبدادية العربية في مصر، وتأخر الإسلاميين في تطهير النظام من أتباع النظام السابق،كل ذلك أدي  إلي انقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب لهذا البلد، وتعليق الدستور الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية شعبية ساحقة، وظهور حالات الغضب والانتقام من قبل الجيش ضد الإسلاميين الذي يعد أكبر عقبة أمام حكمهم فترة  60 عاما، والرائد الأصلي لثورة 25 يناير عام 2011م .

 في الواقع، الجيشالذي كان دائماًمديناً للشرق والغرب،والذي ليس لديه الحق في شرب الماء دون التنسيق مع أسياده! كيف يمكنه تغيير رئيس الجمهورية،واتخاذ القرار  باسم الدفاع عن حقوق الشعب ؟!

 ولماذا قام الجيش على الفوربعد سقوطمرسي بتدمير الأنفاق في شريط غزة ، وإغلاق معبر رفح الحدودي، واتهام مرسي بالتجسس لصالح حماس،وشن حملات التخريب ضد  حماس و حركات المقاومة بالتعاون مع حركة  فتح ووسائل الإعلام التابعة إلي مبارك في مصر، والبدأ باستئناف المحادثات والمفاوضات في غضون بضعة أيام  مع الكيان الصهيوني؟!

وهل أن إقامة الاحتجاجات الصغيرة والكبيرة في غضون عام واحد لحكم الإسلاميين بأعذار وحجج مختلفة،لم يكن سوي سيناريو للإطاحة بتمركز الحكومة المنتخبة، وبالتالي إظهار فشل الحكومة وإعطاء صبغة العمومية لتلك الاحتجاجات؟

ولماذا تحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود الحاد بعد الإطاحة بحكومة مرسي مباشرة؟

 والأهم من ذلك، هو تقديم صندوق النقد الدولي مباشرة مليارات الدولارات للحكومة الشبه عسكرية بعدإزالة مرسي  الذي سعي لمدة عام لاستلام قرض،وفشل في ذلك؟

أليس كل هذه الأمور والشواهد مؤيدة لظهور انقلاب عسكري وثورة مخملية ضد الإسلام السياسي في المنطقة؟!

 فأي  ذنب اقترفه أنصار الرئيس المخلوع في الواقع يتعارض مع القانون والعرف،لتستحق القتل والإبادة الجماعية؟!

يحدث ذلك كله علناً أمام صمت وسائل الاعلام الغربية،وأما مرأي ومسمع الشعوب والحكومات العالمية دون أن تبدي استياء تجاه ما يجري من أحداث؟

 وفقا لذلك،تدين المنظمات غير الحكوميةالإيرانيةبشدة القتلوالإبادة الجماعية للشعب من قبلالشرطة والجيش المصري، وتتضامن مع أسر شهداء وجرحى الأحداث المأساوية يوم أمس، وتطالب المنظمات الدولية والحكومات الغربية احترام آراء الشعوب ، واحترام حقوق الإنسان، وحماية الحقوق الأساسية للمواطنة، بما في ذلك الحق في الاحتجاج السلمي ،وتقديم قائد الجيش و المسؤولين من مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة بتهمة الجريمة  ضد الإنسانية والتحريض علي القتل،وإلا فإنها ستكون وصمة عار و فضيحة أخرى لهم يندي لها جبين البشرية.  

وكذلك يجب علىالجامعة العربية و الدول الإسلاميةأن تقطع علاقاتهاالدبلوماسيةمعمصر، وتسليم مقعد مصر لممثلي الحكومة إلي الإخوان، وينبغي علي الشعوب المسلمة شيعة وسنةالتضامن واليقظة،وأخذ الحيطة والحذر،وتوحيد صفوفهم ووحدة كلمتهم،وعدم سماحهم بهزيمة وإفشال أيديولوجية الإسلام السياسي من قبل منادي الديمقراطية الزائفة .

وسَيعلَمُ الّذينَ ظَلَموا أَي مَنقَلَبٍ ينقَلِبونَ

 




المستعمل تعليقات