حمولة ...

أكد الناطق باسم مسيرة القدس الدولية د. زاهر بيراوي، أن اللوبي الصهيوني في دول العالم يسعى جاهداً من أجل تعطيل سير فعاليات مسيرة القدس العالمية ومنع أي تحرك عربي أو غربي لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة

أكد الناطق باسم مسيرة القدس الدولية د. زاهر بيراوي، أن اللوبي الصهيوني في دول العالم يسعى جاهداً من أجل تعطيل سير فعاليات مسيرة القدس العالمية ومنع أي تحرك عربي أو غربي لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وقال بيراوي في حوار مع “فلسطين”: “إن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعتمد بشكل كبير على قوة اللوبي الصهيوني في بلاد الغرب في تضليل الرأي العام الدولي، ونشر الفكر الخاص بالصهيونية، مستخدمة بذلك ملايين الدولارات لدعم وسائل وأساليب تحقيق هذه الأهداف”.

ودعا إلى ضرورة تشكيل لوبي عربي خاص من أجل دعم القضية الفلسطينية، وتوظيف أموال لدعم هذا المشروع وأن يرتقي إلى مستوى مجابهة مخططات اللوبي الصهيوني في بلاد الغرب.

جرائم متصاعدة
وأوضح أن الجرائم الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة وتصاعدها، كانت سبباً رئيسياً في انطلاق مسيرة القدس العالمية، للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تهود، ودعم صمود المقدسيين الذين يواجهون الإبعاد والتشريد والتهجير.

وأضاف: “قبل عشر سنوات كان هناك 280 ألف مواطن مقدسي، أما اليوم فهناك فقط 180 ألف مقدسي، والاحتلال وضع خطة ليكون عدد المقدسيين في القدس في عام 2020 أقل من 20%، وهذا جزء من خطة التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني”.

وبيّن أن فكرة تأسيس مسيرة القدس العالمية جاءت قبل نحو عام، نتيجة التهديدات الحقيقية في القدس سواء على مستوى الإنسان أو العمران، مشيراً إلى أن فكرة المسيرة ولدت لدى المنظمات الدولية، بعد أن شهد ملف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بحبوحة نسبية وانفراجة بشكل جزئي.

وتابع: “إن المنظمات الدولية أغفلت في عملها قضية القدس نتيجة التركيز خلال الأعوام الماضية على ما أسماه فرض الواقع وهي محاولة نصرة قطاع غزة ورفع الحصار عنه وتقديم الدعم الذي تستطيع أن تجلبه هذه المنظمات”.

واعتبر أن انشغال الاهتمام الدولي بقضية غزة أتاح فرصة أكبر للاحتلال الإسرائيلي بأن يعمل في القدس دون أي تشويش على كافة المستويات وبشكل كبير على المستوى الغربي، لافتاً إلى أن هذه المنظمات التي تعمل على نصرة الشعب الفلسطيني ليس ذات إمكانيات كبيرة “بل هي محدودة العمل والإمكانيات وتقدم كل ما تستطيعه”.

واستدرك منسق المسيرة العالمية بالقول: “لكن التحرك لأجل القدس هو الواجب الوقتي ويجب أن يكون دائماً دون إغفال أهمية نصرة قطاع غزة، وجرى التأكيد على ضرورة توزيع الجهد أو تركيزه بشكل أكبر في منحى آخر يخدم القضية الفلسطينية”.

وتابع: “يجب القيام بعمل أي شيء يقول للإسرائيليين إن القدس هي خط أحمر، وأن أي مساس بها سيقود إلى تحركات كمسيرة القدس العالمية والتي ستجلب التأييد على المستوى الشعبي العالمي التضامني للمطالبة بوقف الممارسات التهويدية في المدينة المقدسة”.

موعد التحرك
وعن سبب اختيار 30 من مارس لتحرك المسيرة قال: “عقدنا العديد من الاجتماعات للتأكيد على ضرورة التحرك لنصرة القدس، فوقع الاختيار على تنظيم مسيرة عالمية، لكن كان هناك اختلاف حول تاريخ تنفيذ المسيرة”.

وأوضح أنه كانت هناك ثلاثة آراء، الأول: أن يكون التحرك في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين في السابع والعشرين من نوفمبر، والثاني: التحرك في الخامس عشر من مايو، تزامناً مع ذكرى النكبة وإعلان (إسرائيل) لدولتها، أما الرأي الثالث: التحرك في الثلاثين من مارس تزامناً مع ذكرى يوم الأرض وهنا تم الاتفاق.

وأوضح أن سبب اختيار هذا الموعد نظراً لأنه يتزامن مع ذكرى يوم الأرض والرغبة في ربط العقل الفلسطيني بذكرى يوم الأرض وتكريس مبدأ تعلق المواطن بأرضه وبذله الدم في سبيل التمسك بها.

وأضاف: “أردنا الترويج بشكل أكبر للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعالمي، نظراً لأنه لم يبق أكثر من 10% من أراضي القدس في أيدي الفلسطينيين”، مشدداً على وجود رغبة حقيقية بضرورة سلمية التحرك نظراً لوجود العشرات من المؤسسات المشاركة المنتشرة في العالم الغربي الذي لا يفهم العمل إلا وفق القوانين الدولية.

خطة التحرك
وحول خطة التحرك لمسيرة القدس العالمية، أفاد بيراوي بأن خطة التحرك ستتكون من خلال ثلاثة محاور، الأول في الداخل الفلسطيني المحتل وقطاع غزة والضفة الغربية، والثاني في دول الطوق المجاورة لفلسطين (مصر/ لبنان/ الأردن)، والثالث في الدول العربية والغربية.

وبين أن الفلسطينيين في الداخل المحتل سيتحركون بسيارات خاصة ستعمل على نقلهم إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة والذي يوافق يوم التحرك، وسيؤدون الصلاة فيه ثم سيكون هناك عدد من الفعاليات والأنشطة التي يجري التحضير لها من قبل المشاركين والقائمين على المسيرة في الداخل المحتل.

وتابع: “أما في الضفة الغربية ستكون التحركات من خلال مسيرات خاصة في أقرب نقطة للقدس، وفي قطاع غزة سيتجمع المشاركون في المسيرة على الحدود الشمالية للقطاع بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني والمقاوم والعديد من المؤسسات.

وعن دول الطوق العربي المجاورة لفلسطين، أوضح بيراوي أنه ستشارك كل من الأردن ولبنان ومصر في مسيرة باتجاه أقرب نقطة إلى فلسطين التاريخية، وذلك وفقاً لظروف كل بلد على حدة.

ولفت إلى أن القيادة الدولية لمسيرة القدس العالمية “لن تجبر أي دولة على شكل التحرك”، مؤكداً على وجود توصيات بضرورة سلمية التحرك وأن يكون بشكل توافقي داخلي بين كافة الأطراف، مع التنسيق مع كافة الجهات.

وكشف أن مصر ستشهد التحرك الأضخم لأجل القدس حيث ستشهد مليونية في ميدان التحرير ومليونية بالإسكندرية عدا عن التحركات التي ستكون في أقرب نقطة مع الحدود الفلسطينية.

وأضاف: “إن المحور الأخير سيكون على المستوى الدولي وسيكون التجمع في أكثر من 15 عاصمة أوروبية وغربية لحمل رسالة للإسرائيليين بأن القدس ليست فلسطينية أو عربية فقط، بل هي عالمية”.

كما بين بيراوي أن جميع دول العالم ستسير قوافل من شعبها إلى دول الجوار للمشاركة في مسيرات نصرة القدس في الثلاثين من مارس.

تحرير القدس
وأشار إلى أن الشعار الذي سيرفعه كافة شعوب العالم هو “شعوب العالم تريد تحرير القدس”، مؤكداً أن هذا التضامن الدولي جاء ليؤكد بأن القدس هي مركز الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جهة أخرى، أوضح بيراوي أن المسيرة العالمية ليست على تناقض مع أنظمة الحكم في الدول العربية أو الغربية، “بل هي تحرك سلمي من أجل القدس”، داعياً الأنظمة العربية إلى أن تكون جزءًا من هذا التحرك السلمي وأن تسمح بالتظاهر والمسير لأجل القدس وأن تعلن تأييدها له.

وكشف النقاب عن وجود مشاركة من قبل مؤسسات يهودية غير إسرائيلية، تبنت أنشطة المسيرة ووافقت على الميثاق الذي أصدرته قيادتها وستشارك بفعاليات وأنشطة نصرة القدس، لافتاً إلى وجود أكثر من 500 مؤسسة سجلت مشاركة دعم للمسيرة على مستوى العالم والعديد منها في العالم الغربي.

ونوه إلى أن نحو 40 شخصية عالمية من كافة الجنسيات والأديان، تدير التحرك والمسير لأجل القدس، مشيراً إلى أنها شخصيات حائزة على جائزة نوبل للسلام والأدب والعلوم والعديد من الرؤساء ورؤساء الوزراء السابقين ودبلوماسيين وصحفيين وشخصيات عالمية




المستعمل تعليقات