حمولة ...

قال عضو اللجنة الدولية لمسيرة القدس العالمية وعضو لجنتيها التنفيذية والمركزية د.محمد صوالحة: إن يوم الثلاثين من الشهر الحالي “سيكون بمثابة بداية لمرحلة جديدة لتحرك العالم لإنقاذ القدس من التهويد الإسرائيلي المستمر، وليس نهاية لنشاطات شعبية محدودة”.

قال عضو اللجنة الدولية لمسيرة القدس العالمية وعضو لجنتيها التنفيذية والمركزية د.محمد صوالحة: إن يوم الثلاثين من الشهر الحالي “سيكون بمثابة بداية لمرحلة جديدة لتحرك العالم لإنقاذ القدس من التهويد الإسرائيلي المستمر، وليس نهاية لنشاطات شعبية محدودة”.
وقدم صوالحة وهو أحد منظمي مسيرة القدس العالمية من العاصمة البريطانية لندن إلى قطاع غزة قبل عدة أيام، للوقوف على عمل اللجنة الوطنية للمسيرة العالمية للقدس في قطاع غزة وفعالياتها، استعداداً لمسيرات الثلاثين من مارس الحالي الذي يصادف يوم الأرض الفلسطيني.
وأوضح صوالحة في حوار اعلامي ، أن فعاليات مسيرة القدس العالمية التي تنطلق من كافة دول العالم، تهدف إلى تعريف العالم بحجم المعاناة التي يعيشها المقدسيون، وتسليط الضوء على حملة التهويد التي تتعرض لها المدينة من خلال استهداف معالمها وحملة التطهير العرقي التي يتعرض لها أهلها.

أصل الفكرة :
وأوضح أن هذه الفكرة نشأت في إطار مجموعة من الناشطين الدوليين، الذين عملوا خلال الفترات السابقة على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ونصرة فلسطين، مشيراً إلى أنهم رغبوا هذه المرة أن يكون الاهتمام بمدينة القدس المحتلة اقتناعاً بعدم حصول هذه المدينة المقدسة على الاهتمام الدولي الكافي.
ونبه إلى أن كافة فئات المجتمعات العربية والغربية، مدعوة للمشاركة في هذه المسيرات والفعاليات، مشيراً إلى أن هناك شخصيات من كافة الأديان تشارك في هذه المسيرة، منها أعضاء في المجلس الاستشاري للمسيرة التي أعلنت تأييدها للمسيرة.
وذكر صوالحة منهم، القس الجنوب الأفريقي الحائز على جائزة نوبل “دزمونت توتو”، والايرلندية الحائزة على جائزة نوبل “مغواير”، والمهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق وهناك شخصيات مسيحية وبعضها يهودية.
وبيّن أن مؤسسي هذه المسيرة لا ينتمون إلى فكر سياسي واحد، “وهي مجموعات في الأصل إسلامية يسارية، ولكنها منفتحة وموجودة في كل أنحاء العالم منها في أمريكا والهند وبريطانيا وفلسطين وجهات مختلفة”.
وقال: ” يجب أن تكون القدس عنوان مرحلتنا لأنها درة النضال الفلسطيني وأولى القبلتين وثالث الحرمين، ولعلمنا أنها لم تأخذ من العرب ما تستحقه من جهد، لذلك صار التوافق أن نتجه في الحقيقة نحو المسجد الأقصى والقدس”.
وأوضح أن منظمي المسيرة وجدوا أن هذا هو الوقت المناسب لإطلاق هذه الفعاليات المناصرة لقضية القدس، من خلال الاستفادة من الحراك الشعبي الشبابي الحاصل في العديد من الدول العربية، في ظل اتساع وتصاعد حملة التهويد ضد القدس.
وقال: “لم نكن خلال المرحلة الماضية وأعين بما يجري في القدس المحتلة، لذلك هدفنا توعية العالم بخطورة ما يجري بالقدس والاستفادة من الحراك الشعبي في العالم العربي الذي عنوانه (الشعب يريد)، ونحن نقول الشعب يريد تحرير القدس، ورأينا أن قضية فلسطين كانت دائما في أذهان وعقول الشباب الذين قادوا الثورات، لذلك اخترنا هذا الوقت للإعلان عنها ولنوجه رسالتنا الآن للجماهير لتحقق أهدافها نريد أن تكون القدس هي العنوان الذي يجمع الكل”.
ولفت إلى أن شعوب العالم كله قابلت هذه الفكرة بترحيب كبير للتعاطف ومساندة القدس، موضحاً أن بعض البلدان العربية والإسلامية والأوروبية بدأت منذ شهر تقريبا فعالياتها بهذا الخصوص، وقال: “نحن موعودون بالملايين في أكثر من بلد عربي وغربي، ومن الأماكن المميزة، جنوب أفريقيا، ماليزيا، أندونيسيا، والمغرب حيث وعدونا بمليونيات من أجل القدس”.
آلية التحرك:
وعن آلية التحرك والتظاهر في يوم الثلاثين من مارس الحالي، قال: “في هذا اليوم أردنا أن يكون علامة فارقة في تاريخ الجماهير، حيث سنسير من كافة بقاع الأرض تجاه القدس أو إلى أقرب نقطة إليها، وشكلنا لجاناً وطنية في كل دول العالم مشكلة من كافة الاتجاهات السياسية”.
وأوضح أنه في هذا اليوم سوف تتحرك الجماهير من الداخل الفلسطيني باتجاه المسجد الأقصى، أما شعوب دول الجوار ستتجه لأقرب منطقة نحو القدس، فيما سترسل بقية دول العالم وفوداً إلى دول الجوار بعضها قد بدأ التحرك منذ أيام تقريبا إلى الأردن ولبنان، فضلاً عن أنه ستكون هناك مظاهرات كبرى في عواصم العالم جميعا وكل هذا في وقت واحد.
ورأى صوالحة أن الثورات العربية لم يكن هدفها الرئيسي هو الحصول على لقمة العيش فقط، بل شعور الجماهير أن الكرامة العربية انتهكت وخاصة في الموضوع الفلسطيني الذي يسكن وجدان كل الجماهير العربية.
وتابع: “الإنسان العربي يشعر بالخجل أمام مشاهد قصف غزة وقتل أطفالها في ظل مواقف الأنظمة الرسمية الخجولة، لذلك أعتقد أن القضية الفلسطينية والقدس في وجدان كافة الشباب الذين قاموا بالثورات، ولكن في نفس الوقت لا تزال هذه الثورات منشغلة في ترتيب ساحاتها الداخلية”.
ولفت إلى أن (إسرائيل) تحاول استغلال هذا الانشغال في تهويد القدس، وقال: “(إسرائيل) تستغل كل الظروف من أجل التهويد، مثلما استغلت لعشرات السنين عملية السلام وأبقتها كإجراء شكلي دون الوصول إلى نتيجة، بل ليكون ملهاة للناس أن هناك سلاماً، وتشكيل غطاء لما يجري في القدس”.

مشكلات وعوائق :
وعن المشكلات والعوائق التي شهدها منظمو المسيرة العالمية نحو القدس، أوضح عضو اللجنتين التنفيذية والمركزية للمسيرة أن اللوبي الصهيوني في الدول الغربية بدأ هجوماً سياسياً وإعلامياً على منظمي المسيرة منذ نشأة الفكرة من خلال استهداف شخصياتها ومؤسساتها.
وقال: “نحن تعودنا أن نشهد ردة الفعل هذه من اللوبيات الصهيونية في أي عمل داعم للقضية الفلسطينية، حتى أن الجانب الصهيوني شكل خلية أمنية وسياسية للتعامل مع هذه القضية، لأن (إسرائيل) يضيرها جدا أن يكون هناك إدراك لدى الشعوب عن حقيقة هذا الاحتلال الاسرائيلي الغاصب والعنصري”.
وأوضح أن (إسرائيل) حرصت طوال السنوات الماضية أن تظهر أنها البلد المتمدن في منطقة همجية، والدولة الديمقراطية في منطقة دكتاتورية، ولكنه شدد على أن هذه الصورة لم تعد تنطلي على الغربيين، ما أدى إلى زيادة حنق سلطات الاحتلال من هذه التحولات الغربية.
وبيّن أن اللوبيات الصهيونية تعمل في الساحات الدولية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي على المستويين الإعلامي والسياسي، فضلاً عن جمع مليارات الدولارات من أجل تهويد القدس، في حين أن العالم العربي لا يقدم شيئاً للقدس.
وطالب صوالحة أن يكون لدى الشعوب العربية وجامعة الدول العربية خطة عمل لتعريف شعوب العالم بحقيقة ما يجري، مشيراً إلى عدم صوابية الفكر الرائج لدى العرب أن الغربيين جميعاً ضد الإسلام والعرب.
وقال: “كثير من الغربيين ليسوا ضد فلسطين أو المسلمين بشكل تلقائي، ولكن يتعرضون لغسيل دماغ يجعلهم يتعاطفون مع الاحتلال الذي ينفق ويضخ مبالغ ضخمة من أجل ذلك، ويستغل المعلومة كسلاح ضد الطرف الآخر”.
وأضاف: “نحن نعفي أنفسنا من مواجهة اللوبي الصهيوني في الدول الغربية سواء بسبب إدراكنا بعجزنا، أو من استشعارنا أن العالم الغربي كله ضد العرب والمسلمين وهذا ليس صحيحاً، فالغرب ليس كله شيئاً واحداً، وفيه ألوان متعددة ومدارس فكرية وسياسية مختلفة والأمر يحتاج إلى عمل فالذي يعمل هو الذي يكسب، لذلك يكسب الطرف الصهيوني”.
ولكن صوالحة أكد أن هناك تحولاً وتغيراً متزايداً لمصلحة الشعب الفلسطيني في كل دول العالم، كما أن الجدار الذي كان يحيل بين الشعوب العربية والقدس انهار مع انهيار الأنظمة الشمولية العربية، “ونحن نتوقع في هذه المسيرة وفي المستقبل أن يكون حجم التعاطي مع الشعب الفلسطيني كبيراً جداً”.
أما عن موقف الأنظمة الرسمية، أوضح أن بعض الأنظمة كانت خائفة من فكرة تجاوز الحدود، وقال: حاولنا أن نطمئن الجهات الرسمية في الدولة الغربية أن هذه ليست فكرتنا أو سياستنا، وأننا لسنا ضدها، ولا نريد أن نسبب لها أي مشاكل، وشددنا على أن هذه مسيرة سلمية بمعنى أنها لن تسبب مشاكل ولن تشتبك معها، وما نريده فقط تعبئة الجماهير وجدانيا نحو القدس، وأن تقدم شيئا ولو كان بسيطاً




المستعمل تعليقات