مضي أكثر من خمسة أعوام علي الحصار الظالم المفروض علي شريط غزة الحدودي بدعم من نظام مبارك المقبور، وقد أفتحت حكومة مصر الانتقالية هذا المعبر أخيرا، وقد أدخل هذا الخبرحالة من الأمل والسرور في قلوب الأحرار المطالبين بالحرية في العالم العربي والاسلامي، وذلك من خلال يقظة الشعوب والصحوة الاسلامية الاخيرة في المنطقة ، والثورة لقلب الأنظمة المستبدة والظالمة وعملائهم في البلدان الاسلامية ، الذين فرضوا حصارهم علي أكثر من مليون ونصف رجل وامرأة وطفل وشيخ وشاب فلسطيني ، ممن لم يجدوا لهم طريقا آخر لهم سوي العبور من خلال الانفاق المظلمة تحت الأرض ، والموصلة إلي خارج غزة ، ليجدوا لأنفسهم منفذاً إلي التحررالكامل ، ولم يبق أمامهم سوي خطوات للتخلص من هذا الحصار الجائر عليهم.
إن إفتتاح معبر رفح الحدودي الذي تم قبل أسابيع والذي حدث في يوم السبت الثامن والعشرين من «مي» «28من شهر مي» تحديداً من قبل الحكومة المؤقتة في مصر ، يعد نقطة تحول في العلاقات المصرية الإسرائيلية ، فعلي رغم افتتاحه بشكل موقت كما ورد في الأنباء الموثوقة التي تناقلتها وسائل الأعلام ودور الصحافة ، إلا أنه سمح للنساء والأطفال فقط وفي ساعات محددة للعبور من خلال هذا المعبر.
ولاتزال قضايا عالقة في هذا المجال لم تحل لحد الآن ، كنقل البضائع والمساعدات العالمية التي تقدمها الشعوب الصديقة الي فلسطين ، وكذلك نقل الأدوية والمواد الغذائية ؛ وما يحتاجه أهالي غزة .
وقد قامت جمعية تضامن شعوب آسيا مع فلسطين«APSP » بأول محاولة لكسر الحصار الظالم المفروض علي أهالي غزة لنقل أجهزة توليد الطاقة الحرارية الشمسية لإعداد مستلزمات كهرباء المراكز الصحية والعلاجية في غزة عبر الشريط الحدودي ، ولكن علي رغم هذه الأنشطة والمتابعات التي قامت بها هذه الجمعية، إلا أنها لم تحظي بنجاح كامل في هذا المجال .
لقد عبر أحرا ر العالم اليوم عن فرحتهم التامة لعودة حكومة مصرالجديدة إلي أحضان جبهة المقاومة الشعبية ، آملاً منهم في قيام الحكومة القادمة في العاجل القريب بأنشطة وأدوار فاعلة ومؤثرة لاستعادة حقوق شعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عنهم ، فهذه هي مطالبات شعب مصر ، بل كافة أحرار العالم
فلتعيد حكومة مصر النظر بجدية في المعاهدات والقرارات الموقع عليها من قبل الانظمة السابقة ، كمعاهدة كامب ديفيد وغيرها ، وتجعل ذلك من أولويات عملها ، للحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني إلي جانب حقوق الشعب المصري .
والأمر الآخر الذي يحظي بأهمية بالغة هنا أيضاً هو استمرار الحصار البحري المفروض علي أهالي غزة كما في السابق من قبل النظام الاسرائيلي الغاصب المحتل للقدس ، فإن معبر رفح الحدودي وإن تم افتتاحه بشكل موقت ، وتم السماح لعبور البضائع المرسلة من قبل الشعوب الصديقة في العالم إلي الناشطين المدافعين عن السلام ، إلا أن استعادة حركة المياه الإقليمية الدولية لا يزال حقاً محفوظاً لأهالي غزة والشعب الفلسطيني ، ولا يحق لأي نظام في العالم أيا كانت الأعذار في أن يفرض حظراً علي حركة القوافل البحرية التي تواصل إغاثتها ودعمها لأهالي غزة من خلال تقديم المساعدات من قبل الشعوب الصديقة، وإن كان هناك تخوفا شديداً من النظام الاسرائيلي الغاصب في القدس وعملائه في القيام بمنع حركة القوافل العالمية المتجهة من أوربا نحو غزة في النصف الثاني من شهر «ژوئن» للعام الحالي ، بذريعة افتتاح معبر رفح الحدودي .
وإذ يعرب الاتحاد العالمي للأمة الواحدة عن شكره للدور الذي قام به النظام المصري في فتح معبر رفح موقتا ، فهو يأمل أيضا ً أن يصعد من أنشطته السياسية للقيام بأدوار فاعلة ومؤثرة في هذا المجال ، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المضطهد ، ويطالب كافة الناشطين السياسيين العاملين في مجال حقوق الانسان والسلام العالمي للقيام بأدوار أكثر فاعلية لاستمرا ر تحركاتها في دعم حركات الاغاثة العالمية وتعميق أواصر الصداقة بين الشعوب لتمتد نحو شريط غزة المحاصرة ، ولتشهد شعوب العالم في القريب العاجل إن شاء الله حركة تحول جديدة كحرية حركة نقل البضائع في الأجواء البرية والبحرية المسالمة لدعم أهالي غزة /
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجمع الدولي للأمة الواحدة