إن الخطوات التي قام بها الشعب التونسي البطل، أثارت همم أبطال الشعب المصري ،فسجل تاريخاً جديداً أيضاً من خلال اعلانه عن رفضه لحكومة مبارك في مصر ، وستعلن المعارضة في الساعات القليلة القادمة عن قرارها المصيري وهو :إما الديمقراطية أو الكتاتورية في مصر العربية والمنطقة برمتها.
ويقف اليوم ملايين المصريين أمام هذا الاختيار المصيري الخطير . الذي أدي إلي جرح و استشهاد آلاف السجناء السياسيين في هذه الأحداث . ولو استمرت هذه الحركة الجماهيرية الرافضة في مسيراتها السلمية الهادئة، فستقضي علي الحكم الديكتاتوري الذي استمر لفترة طويلة من الحكم .
إن الأمة قادرة علي إزالة و تطهير المنطقة من الديكتاتورات الحاكمة علي رقابها لتلبية أوامر الامبريالية في الشرق الأوسط .
وقد أعلن الشعب التونسي في مثل هذه الأيام أيضاً عن حركته السلمية الهادئة في إسقاط حكومة بن علي الدكتاتورية التي حكمت البلاد ثلاثين عاماً ، و اتسع نطاق هذه الحركة، حتي وصل شعاعها إلي اليمن و الأردن و سائر البلدان الاسلامية .
وقد سعي ديكتاتور مصر «حسني مبارك» إلي إيقاف هذا المدّ من الاعتراضات ، لكن هذه البطولات والتضحيات العظيمة و القرار الحكيم الذي اتخذته هذه الشعوب، سقط نفسه. وستؤثر مواجهات المصريين في الساعات المقبلة في أن تترك بصماتها و آثارها العميقة علي بلادهم والمنطقة العربية و العالمية برمتها .
وقد أثبت المصريون ببسالتهم وجدارتهم -كما هو معروف عنهم- عن عجز الآخرين التام في تغيير مسيرتهم ، أو صرفهم عن رفع مطالباتهم بحقوقهم المشروعة، وذلك لغرض إيصال هذه الثورة إلي أهدافها.
وتنبض قلوب ملايين المسلمين في العالم في متابعة هذه الأحداث عن كثب ، وتولّي شطرها إلي الشعب المصري في ثورته العظيمة ، معبّرة عن قلقها وترقبها الشديد تجاه تلك الأحداث في الشارع المصري والتونسي ، وما يدور في المستقبل ، وإن كثيراً من المصريين و الفلسطينين متشوقون اليوم إلي التغيير و الاصلاح .
هذا من جهة ، ومن جهة أخري ، فقد أرعب فكرة قلب النظام المصري وتغييره سياسات اسرائيل ، وجعلتها تعيش هاجس القلق بشدة ، بسبب ما نتج عن تلك الأحداث والتحولات السياسية والجغرافية في المنطقة ، و عجز إسرائيل عن فرض قوتها علي الانتفاضة الفلسطينية لكسر حصار غزه .
ولهذا ، فإن علي العالم اليوم أن يترقب وبحذر شديد ردود الفعل الاسرائيلية ، وما يمكن أن يصدر منها في شنّ هجوم جديد علي جنوب غزة .و علي كل حال ، سيتحدد مصير هذه الانتفاضة المليونية في العاجل القريب.
فتعالوا جميعا لنعلن رفضنا التام لكافة الحكومات الظالمة والديكتاتوريات المستبدة علي الأرض ، وإفهامهم أنهم عاجزون عن ممارسة الغطرسة و الظلم بحق الشعوب ، و عجزهم عن إنهاء مطالبات الشعوب الموحدة لفترة طويلة ! أو التحدي والوقوف أمام رغباتها وتطلعاتها ، وإن كان ذلك بدعم و مؤازرة القوي الاستكبارية العالمية لهم.
وتتوالي الأحداث المرتقبة لحظة بلحظة،لتصل إلي ذروتها ، وفي هذه اللحظات الحاسمة ستكتب الشعوب تاريخها بنفسها ، دون إملاء الحكومات الظالمة والمستبدة عليها.